تحدي القراءة

تحدي القراءة
من أجل حياة أفضل ،،، بالقراءة

الخميس، 14 أبريل 2022

 

ملخص الكتاب:

كتاب البنون هو مرجع ومنهل تربوي علمي وعملي يختصر الطريق امام كل مربي محاولا تذليل ما قد يعتريه من صعاب املا في الوصول الى نموذج تربوي مشرف يحتذى به وهو خلاصة سبعة عشر عاما من الاستشارات التربوية للكتاب المبدع الدكتور طلال بن حمد الرواحي والذي صدر عام (2019)

يحوي هذا الكتاب بين طياته عرض رائع وتحليل دقيق لسبعة وعشرين محطة تربوية وفي كل محطة منها يتوقف القارئ الكريم سبع وقفات ليروي عطشه الادبي والعقلي والروحي وقد عنون الكاتب هذه الوقفات بالعناوين التالية: موقف حقيقي عندما ينطق العلم، خطا شائع، تصحيح الحطا الشائع، الوصية الأخيرة وأخيرا نقطة ضوء علما ان كل وقفة مصاغة بغلاف بلاغي يملك على القارئ لبه.

تنوعت المواقف الحقيقية في هذا الكتاب لتحوي بين جنباتها خلاصة تجارب معلم طيلة مشواره التربوي في ربوع مدرسته وخلاصة مواقف عاشها مشرف تربوي متنقلا بين مدرسة وأخرى ليس فحسب بل ان المواقف امتدت لتشمل الصراع الابوي وما تخلله هذا الصراع من ممارسات تربوية فكان لزاما على الكاتب طرحها وتناول حيثياتها مع القارئ الكريم.

استهل الكاتب موضوعه بالنظرة الدينية للذرية لخلق جو من الاطمئنان والامتنان لهذه النعمة مدعما قوله بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

هذا ويلحق بنا الكتاب في سماءات التربية الرحبة على جناحي الرفق والرحمة فهما لابد ان يكونا متلازمين وملازمين للتربية للوصول الى قمة والقيمة المرجوة.

 

 

اليكم هذه الابيات الشعرية مختصرة ما جاء في كتاب "البنون" بالتسلسل ذاته:

أطلق لروحك في الحياة عنانها ** واقرا كتابا كن به مفتونا

المال خير للحياة وزينة ** وكذا يزينها الحياة بنونا

ما بين (هب لي من لدنك) وبين (كن) ** الا كطيف بل كطرف عيونا

فاذا رزقت من البنين بواحد ** فاسجد لربك شاكرا ممنونا

وكن المربي لا الملقن يا اخي ** ان لتربية البنين فنونا

لا تبسطن يديك ملء جناحها ** كلا ولا تغلل وكن موزونا

ان ترضي أسمي جانب من نفسه ** فلروحه حقا عليك عظيما

البسه من خير الثياب وحسنها ** ومن العلوم احفظ له مخزونا

كن مبدعا في زاده ومحليا ** ولخلقة اسنن له قانونا

كن كالطبيب له وشخص حاله ** سل روحه لا جسمه المكلوما

فاذا دعتك اليه يوما حاجة ** لوجدته قلبا عليك حنونا

راي الكاتب:

يرى الكاتب الدكتور طلال الرواحي في كتابه "البنون" انه لابد لاي كتاب حتى يصل الى قلب القارئ ويخطف لبه ان يصب في قالب ديني وعلمي وعملي ومن هذا المنطلق استهل الكاتب كتابه مسلطا الضوء على النظرة الدينية للذرية واصفا إياها بالروعة والجمال في محاولة ناجحة منه لخلق روح من الرضا والامتنان لعظمة هذه النعمة وكان من جملة ما ذكره ان الذرية هي غريزة بشرية وفطرية إنسانية وزينة حياتية مستشهدا على ذلك بايات من الذكر الحكيم واحاديث نبوية على صاحبها افضل الصلاة وازكى التسليم كما اكد انها قوة حقيقية وامانة تربوية مما يستدعي رفع سقف المسؤولية لدى كل مربى (وفق راي الكاتب) ليكون قادرا على حمل هذه الأمانة العظيمة الا وهي الأبناء والعبور بهم الى مرفأ الأمان.

وايمانا من الكاتب بضرورة ربط العملي كان لابد من حضور "القصة" وضرب امثلة تلامس شغاف حياتنا اليومية ليسهل على القارئ الغوص في أعماق الكاتب بكل اريحية.

وكان من جملة ما ادلى به الكاتب من اراء انه لابد من توفير قاعدة وارضية صلبة للتحليق بمفهوم "التربية" الى سماءات النجاح واختصر هذه القاعدة في مصطلحي الرفق والرحمة فهما في شيء الا زاناه ولا ينزعان من شيء الا شاناه مصداقا لقول نبينا الكريم صلوات من الله ورحمة.

وقد ابدى الكاتب استغرابه في أولى محطات الكاتب متسائلا "هل يمكن لمربى ان يعلم طفلا دون ان يعلم ما هي صفات ذلك الطفل؟ وأضاف مستنكر انه حتى عند التعامل مع جهاز كهربائي فانه لا يمكن استخدامه الاستخدام الأمثل دون الرجوع الى دليل الاستخدام المرفق فكيف هو الحال بمن يتعامل من نفس بشرية؟ اوليس من الاجدر بالأبوين ان يتعلما طبيعة أبنائهم قبل تعليمهم وتطبيعهم؟

وفيما يتعلق بالاستفادة من تجارب الاخرين علق الكاتب محذرا كل مربي من اسقاط جميع تجارب الاخرين مع أبنائهم على ابنه معللا ذلك بان التربية ليست تجربة كيميائية مؤكدة وان تجارب الاخرين ليست خاضعة لمبدأ الحتمية فلابد من فهم حاجات كل

طفل مع الاخذ بعين الاعتبار عمره وظروفه وبيئته التربوية والتي لا تتشابه بالضرورة مع ظروف اخرين من نفس عمره وهنا أضاف الكاتب مقترحا على القارئ ان يستبدل النقاشات السلبية بأخرى إيجابية سبق وان مارسها الاخرين على أبنائهم كان لها اطيب الأثر على نفوسهم.

من وجهة نظر الكاتب فان بذل الجهد والمال في تربية الأبناء تربية صحيحة هو خير استثمار اللاباء والامهات وانهم ولاريب سيجنون ثمرة هذا الاستثمار في دنياهم واخراهم متمثلا في العون والرعاية عند الكبر والانفاق عند الضعف والبر بهما حتى بعد وفاتهما وبالتالي فان الكاتب يؤكد هنا على أهمية الاستثمار في الأبناء لا الاستثمار لهم لان النتيجة حتمية فما جدوى ان يقضي الاب جل وقته بعيدا عن ابنة ليضمن له مستقبلا باهرا ثم لا يجد هذا الابن بجانبه في مستقبل حياته هو.

وفيما ينضوي تحت لواء الاستثمار الأمثل للأبناء أشار الكاتب منوها الى اللبس الحاصل والبون الشاسع بين مفهومي التربية والرعاية فهو يرى ان ما يقوم به معظم الإباء من حيث توفير الملبس والمسكن وغيرها من ممارسات بديهية تخدم جسد الطفل انما تندرج تحت مفهوم الرعاية بينما التربية تمتد الى ابعد من ذلك لتشمل الجانب الروحي والعقلي والقلبي للطفل بالإضافة الى ما ذكر انفا فيما يتعلق بالجانب الجسدي.

راي القارئ الشخصي:

بعد قراءتي لكتاب "البنون" لا يسعني الا ان أصرح بأعجبي الشديد بالكتاب وما يحويه من مواضيع مفيدة هي بحق مطابقة تماما لعنوان الكاتب وليس كغيرة من الكتب ذات العناوين الرنانة ولكن محتواها للأسف لا يمت لعنوان الكتاب بصلة كما انني اشيد بأسلوب الكاتب القصصي حيث انه استشهد بأمثلة من واقع الحياة ليسهل على القارئ اكتساب المعلومة. 

هذا ومما يجدر ذكره ان الكاتب كان موفقا جدا في اختيار مواضيع كل محطة متطرقا الى أبرز الدراسات العلمية وبالتالي فقد استطاع بما لا يدع مجالا للشك ان يقنع القارئ بقوة حجته مستشهدا ومخاطبا عقل القارئ المشكك بالمنطق والحقائق المثبتة.

وكان من ضمن ما لفت انتباهي في كتاب البنون هو ذكره للعديد من الممارسات التربوية الخاطئة بهدف ردع او نهي المربي عن اتباعها ولكنه لم يكتفي بذلك فحسب بل انه قدم البديل الأنسب والسلوك الاصح في الجانب المقابل مما كان له عظيم الأثر في توجيه المربي نحو الطريق السديد بعيدا عن مشتتات التربية.

على الرغم من نقاط الاتفاق بيني وبين الكاتب في طرحه الادبي والعلمي للكاتب الا انني اختلف معه تماما فيما يخص الفصل بين مفهومي التربية والرعاية فانا اومن ان التربية والرعاية هما وجهان لعملة واحدة مصداقا لقول الرسول الكريم (صل الله عليه وسلم):"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" فهنا يتضح لنا ان الرعاية تشمل الجانب الجسدي والعقلي والروحي والقلبي ولو كان غير ذلك لقال الرسول "كلكم مربي" فمفهوم الرعاية اشمل من مفهوم التربية وهذا يتنافى ويتناقض مع ما يراه الكاتب.

 عنوان الكتاب/البنون

المؤلف /طلال الرواحي

الاسم: عزيزة بنت عبد الله الرواحية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق