تحدي القراءة

تحدي القراءة
من أجل حياة أفضل ،،، بالقراءة

الأربعاء، 8 أبريل 2015

كيف تتخلص من الخوف والقلق من المستقبل ؟
هل تعاني من الخوف والقلق من المستقبل ؟
لو سألت مائة شخص من الأشخاص مختلفي الميول والأنماط عن مدى معاناتهم من القلق والخوف من المستقبل من عدمه ..
ستجد أن أكثر من 95% من تلك العينة تؤكد أنها تعاني من الخوف والقلق ، رغم اختلاف مستوياتهم الفكرية والمادية .
ويعتقد علماء النفس بعد دراسات كثيرة وتجارب عديدة قاموا بها، أن القلق يمكن أن يكون من أخطر الأمراض النفسية التي يتعرض لها إنسان هذه الألفية الثالثة من الزمان ، الذي يتميز بالتقدم التكنولوجي المذهل ... ومع ذلك لا زال هناك اختلاف بين علماء النفس في تعريف القلق ،و تناقضت واضطربت آراء العلماء والفلاسفة والمفكرين حول الطرق المثلى للتخلص من القلق والخوف من المستقبل وعليه باختلاف المدارس العلمية التي ينتمي إليها هؤلاء العلماء .
تعددت الأسباب ... والقلق واحد
على الرغم من تعدد الأسباب والمسببات التي يمكن أن تؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار النفس ... أو ما يطلق عليه اسم القلق إلا أن هذا القلق في معظم الحالات واحد .
و نظرا إلى أن القلق مفهوم شديد التعقيد .. نجد أن وجهات نظر علماء النفس قد اختلفت تباينا واشتدت تفاوتا ، وهذه الاختلافات تعزى إلى أن القلق متشابك تكوينا ومنشأ مع غيره من الصراعات النفسية الأخرى ... وهو حالة من التوتر الشامل الذي ينشأ خلال صراعات الدوافع ، ومحاولات الفرد للتكيف مع تلك الدوافع . وعلى هذا الأساس يمكن تفسير القلق والخوف من المستقبل على أنه مظهر للعمليات الانفعالية المتداخلة التي تحدث خلال حالات ونوبات الإحباط والصراعات واليأس والخوف ..
ويعتقد فريق من علماء النفس أن هناك ثلاثة أنواع للقلق :
# الأول : قلق موضوعي : و هو النوع الذي يدرك الإنسان أن مصدره خارجي ، وهي عبارة عن رد فعل لإدراك خطر خارجي أو لأذى يتوقعه الشخص مستقبلا ، ويسميه العلماء عدة أسماء مثل القلق الواقعي أو القلق الصحيح والقلق السوي ... و هذا النوع من القلق أقرب إلى الخوف ذلك لأن مصدره يكون واضح المعالم في ذهن الإنسان .
# الثاني : قلق عصابي : وله ثلاث صور رئيسية .. فقد يكون في صورة قلق عام ، و هذا النوع يمثل القلق في أدنى صورة ،إذ أنه غير مرتبط بأي موضوع محدد ، وكل ما هنالك أن الإنسان يشعر بمحالة من الخوف الغامض غير المحدد . وقد يكون في صورة مخاوف مرضية من موضوعات محددة أو مواقف محددة باعتبارها من مثيرات القلق ، وتكون درجة شدة الخوف لدى هؤلاء الأفراد لا تتناسب إطلاقا مع الخطر الحقيقي المتوقع من الموضوع أو الموقف المرتبط بالقلق والخوف . وقد تكون المخاوف في صورة تهديد وخوف توقع حدوث هذا التهديد الذي لا وجود له ...
# الثالث : القلق الخلقي والإحساس بالذنب : و أعظمه ما جاء في سورة النازعات :( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى )
فالخوف هنا هو من عظمة الله وجلاله ، فيقدم الإنسان على تسليح نفسه بالإيمان و العمل الصالح استعدادا ليوم هو  ملاق فيه ربه لا محالة . ونهى النفس هنا هو العلاج الحقيقي لذلك النوع من القلق، لذلك النوع من القلق ، وذلل يزجرها عن غيها وكفها عن السيئات والمعاصي وردعها عن ميولها الدافعة لها نحو الأهواء الضالة المضلة.
وداعا أيها الخوف العزيز ..
إنها عبارة قالها الأديب الأمريكي العالمي " سام كين " في حواره مع الخوف بعد أن ذاق حلاوة التحرر من الخوف ... لقد انطلقت إبداعاته إلى الأفق بعد أن كان خائفا من الفشل ... كان القلق والخوف يلاحقانه كلما أمسك بالقلم ليكتب ، وعندما بدأ إبداعاته كان حواره مع الخوف ، والذي تخيل الخوف شخصا كان يلاحقه ليدمر حياته ، وعندما تغلب عليه قال له : وداعا أيها الخوف العزيز.. فقد كنت رفيق دربي معظم سنوات عمري .. والآن أود أن أعرف لماذا كنت أنجذب إليك ؟.. ولماذا لم أقض عليك منذ فترة طويلة ؟.. دعني أصارحك القول يا خوف إنك قدر الإنسان المحتوم الذي يختاره بمحض إرادته ليصادقه ، ولكني قررت أن أقول لك وداعا أيها الخوف العزيز !!
ويجيب الخوف قائلا : إنني كنت سعيدا بصداقتك .. وأنت تعترف بأننا أصدقاء ولكن ليس رغما عنك ؛ لقد احتجت سنوات كي أجعلك عاشقا لما تزعم أنك تمقته الآن .. و لا بد أن تعترف أيها الإنسان أنك أنت الذي اخترتني وجعلتني ازدهر في نفسك .. ولم أصاحبك دون موافقتك ورضاك .. لقد جعلتني صديقك ، وتخليت عن الشجاعة و الإرادة والتصميم .. انزويت في عملك ليل نهار وكنت مصاحبا لك أينما ذهبت .. وأصبحت مدمنا لي كما أنت مدمن لعملك تماما .. فيجيب" سام كين " قائلا للخوف : لقد كنت محقا في كل ما ذهبت إليه ، ولعل ملاحظتك بشأن إدمان العمل سيكون لها شأن آخر مع علماء النفس لتحليله وإيجاد النصائح اللازمة كي لا تنفذ إلى أعماق الآخرين .
بقراءة الطالبة : عزيزة سعيد الرواحي
من كتاب : كيف تتخلص من الخوف والقلق من المستقبل
الرقم العام : 55



هناك تعليق واحد: