تحدي القراءة

تحدي القراءة
من أجل حياة أفضل ،،، بالقراءة

الجمعة، 20 مارس 2015

،،امتلك قطعة من الحياة،،

يروى انه كان يوجد رجل من الصالحين يجلس في حفرة ويقول "قال رب ارجعون، لعلي اعمل صالحا" ،ثم ينهض قائلا لنفسه :ها قد عدت ، فأرنا ماذا تفعل؟؟..
انه يقوم بتمثيل دور المحتضر، القادم على ربه بصحيفة عمله.
والمجتضر يمر على ذهنه حال احتظاره شريط حياته، فيود صادقا تغيير أحداث مواقف حياته، ويأمل في ان يضيف لمشواره إضافات اخرى اكثر قوة وخيرية ونبل.
إستطاع الروائي(غابريل ماركيز) ان يعبر عن هذا المعنى جليا بعدما اكشف إصابته بالمرض اللعين وشعر بظلال الموت تزحف لتنهي حياته الحافلة فكتب على موقعه على شبكة الانترنت رسالة موجهة الى قرائه قال فيها :آه لومنحني الله قطعة أخرى من الحياة،لاستمتعت بها -ولو كانت صغيرة- أكثر مما استمتعت بعمري السابق الطويل، ولنمت أقل، ولاستمتعت بأحلامي اكثر،ولغسلت الازهار بدموعي، ولكنت كتبت احقادي كلها على قطع من الثلج، وانتظرت طلوع الشمس كي تذيبها، ولأحببت كل البشر، ولما تركت يوما واحدا يمضي دون ان أبلغ الناس فيه أني احبهم، ولأقنعن كل رجل انه المفضل عندي.
كانت هذه نصيحة رجل وقف على حافة الموت، يتمنى ان يعود بقدميه للخلف كي يقتنص قطعة اخرى من الحياة، وما أريده منك الآن ان تبصر بوضوح ان امامك قطعة من الحياة تستطيع ان تفعل فيها الكثير.. لا تخرج من الحياة كما دخلتها صفرا من الانجاز والتقدير.
امير الشعراء(شوقي) يلهب حماستك ويقول:.كن رجلا إذا أتوا من بعده يقولون مر.. وهذا الاثر.فأين أثرك الذي يدلل عليك، اين معالم إنجازاتك؟ وملامح عظمتك؟..
وا أسفاه على امرء ينظر الى سنين عمره وقد طوتها الايام طيا، بلا إنجاز يذكر، او فعل يخلده.
قم الآن ايها القارئ الحبيب واحضر ورقة بيضاء، واسأل الله ان يهبك العمر المديد والعمل الصالح، واكتب مستقبلك بنفسك، وتعهد لذاتك بأن تحقق ما اخترته ليكون عملك الخالد الباقي.
أنظر الى آخر الطريق، قبل ان تجد السير فيه، وأتح لنفسك الفرصة كي ترى المستقبل ماثلا بالوضوح امامك، وتذكر دائما قول خالقك:"ولتنظر نفس ما قدمت لغد".


مقتطفات من كتاب افكار صغيرة لحياة كبيرة
للمؤلف المبدع كريم الشاذلي
تقبلوا تحياتي..صفاء عبدالله الرواحية..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق